لقد علمنا أن رابطتنا هدفها الرئيسي هو تثبيت الفن المرئي بالأدب لي بالموازاة مع الفن الشفوي ,خاصة فـــــي الإبداع ,المحاكاة أو الترجمة لكن في المدى الآخر التحضير لتأسيس مدرسة أو مدارس خاصة ولن يكون ذلك إذا أنشأنا تخصصان جديدان أحدهما الأدب القديم و الآخر الأدب البابلي ,الأول تتم فيه بالإضافة إلى دراســـة المواد التي نعرفها في الأدب الجاهلي ,ندرس فيه ايضا الأساطير ,الخرافات ,الرمزيات إضافة إلى 'الفن المرئي) الوثنية أو اللاهوت هذه الأشياء الأخيرة التي تعتبر ربما مشتركين بين الأدبين الأول و الثاني أما الأدب الثـــاني أي البابلي ندرسه بكل أجزائه .فالظاهرة التي يمتاز بها أدبنا العربي للأسف و رغم أنها تمكننا من درسه و تتـــبع أطواره و هي أنه قديم جدا و حديث جدا فلقد اتصل قديمه بحديثه اتصالا مستقيما ,لا انقطاع فيه و لا ألتواءو فيـــه خصائص الآداب القديمة و خصائص الآداب الحديثة و هذا في اعتقادي يجعلنا يحس أننا أمة عريقة و في نــــفس الوقت أمة حديثة ,و هنا يكمن الخطر فعراقتنا نكافئها بالدين " الإسلام" و هو ما يجعلنا نتعصب نوعما و مـــــرة أخرى نتقمص دور معاصرين و حديثين و نحن ابعد من العصر,لان أدبنا الحديث بقي ناقص من الفن المــــرئي ,فنصبح ثرثارين , لان حقيقة الكلمة و حيويتها جبت لدينا النظرة التأملية الثابتة خصوصا و بالتحـــــــــــديد.
في اعتقادي أخطئنا مرتين في تاريخنا فيما يتعلق بالأدب ,الخطأ الأول عندما لم نفصل أدبنا القديــــم عن الحديث فهذا جعلنا نتعصب للدين إلى درجة أننا ألغينا ما قبله ,بحجة أنها "جاهلية"و رغم أنها لم تكن بالمفهــــــوم الذي نعتقده ,فلم يراد بها عدم المعرفة كما أنها كانت نسبية و هذا معروف و لا نختلف فيـــــــــــــــــــــــــه .
الخطأ الثاني يخص أدبنا الحديث من خلال مدارسنا الأدبية التي أهملت الفن المرئي في المحاكاة و الترجمة ,أما العمل الذي يجب أن نقوم به في نظرنا هو يجب أن نخلق تخصصان جديدان ,الأول الأدب القديم و الثاني الأدب البابلي ,هذا الأخير الذي يعتبر مستقل بذاته و هو الذي غذى الأدب القديم و خاصة فيما يتعلق بالفن المرئـــــــــي لاسيما الوثنية و بعض الرمزيات و الأساطير. أما الأول أي الأدب القديم دائما , فيجب أن ندرسه كمــــا هو دون نقصان و نعتز به لأنه تاريخنا فيجب أن نقبل أجزائه المنورة كما التي في الظل. أما العمل الثاني الذي يتعين علينا فعله هو أو القيام به هو إنشاء الرابطة الأدبية البصرية التي من شأنها أن تستدرك ذلك النقصان الذي لازم أدبنـــا الحديث.,ربما لو لم يكن المشكل الأول لما كان المشكل الثاني لأنهما مترابطان بل متشابكان.
يجب ان يكون من نتائج رابطتنا البصرية ان يؤثر و ينعكس الفن المرئي على انتاجاتنا الأدبية بشتى أنواعهـــــا و رغم انه يختلف هذا الانعكاس من فن إلى فن آخر .هنا أريد فقط أن أركز على الرواية بالأخص ,لأنها غالبـــا ما توجه إلى الأعمال السينمائية,هذه الأخيرة التي تعتبر امتداد للفن المرئي نفسه و لهذا فالعلاقة بينهما وطيـــــــدة و يكون انعكاس الفن المرئي على السنما على مستويين
المستوى الأول نقوم إلى التعرض إلى الفن المرئي من خلال الوصف أو الحوار في الرواية و بأدق التفاصيل اذا تطلب ذلك أما المستوى الثاني فيجب ان يظهر كانعكاس الفن المرئي على سلوك و شخصية أبطال الروايـــــــة و عندما نقول سلوك فهذا يعني انه يجب ان لا يكون كلاما بل حركات و أحاسيس و يظهر هذا خاصـــــــة في السيناريو الجيد – السيناريو الذي يحضى بأهمية كبيرة و خاصة في السنما الأمريكية و الذي قد يصل الى 20بالمئة مــــن ميزانية الفيلم فالمستوى الثاني هو ما يميز الرواية السينمائية عن غيرها فاحد المحرجين الكبار قال "لقد تمكنا كم مرة ان نستخلص أفلام رديئة من سيناريوها جيدة لكن العكس لم نره أبدا" فهذا يعني انه يجب نكتب مباشرة إلى السنما و ان نفكر سينمائيا ان صحت العبارة كما يجب ان نتحاشى الجمل المنمقة و الآداب بل يجب أن نركز على تأثير الآداب على سلوك الممثلين حتى و لم يكونوا أدباء أنفسهم.
عندما نقول الأدب البابلي هذا لا يعني انه يجب ان يدرس حكرا على العراقيين أو في العراق ,فالأدب اليوناني القديم يوجد في بعض البيئات الأدبية و الفنية في غرب أوروبا و تحديدا فرنسا أكثر ماهو موجود في اليونان اليوم و هي اشد اتصالا به من أصحابه و الشعراء الذين أهدتهم فرنسا للعالم لم تهديهم اليونان له .
عندما نقول ان أدبنا الحديث ركز على الفن الشفوي لا يعني هذا ان رابطتنا ستنكب على الفن المرئي فقط و أن الفن الشفوي قد أوفته حقه من الدراسة و البحث و لا زالت هناك أشياء لم تدرس بعد إلى الآن رغم أنها ذات أهمية بالغة لا سيما على مستو اللسانيات و تحديدا اللغة و ما لهذه البحوث من أهمية بالغة في الفلسفة المعاصرة لا سيما و ان لغتنا العربية ليست كلها حيوية بمعنى أنها منسوجة بأفعال متحركة بل لديها خلفية ثابة أو مستقرة أو تحديدا أفعال دائمة أو ليست مقيدة بزمان أي متعلقة بالكينونة ,يظهر هذا جليا في الجملة المسماة " الجملة الاسمية " حيث الأسماء و المسندات متراصة و منتظمة دون أي رابط مما يسمح بخلق إنشاء و تكوين تفكير متسلسل كالعقد و على هذا الأساس ,فجميل أن نبحث في هذا الموضوع بالذات أي "الجملة الاسمية في الأدب القديم" و الجملة الاسمية في " الأدب الحديث" فهذا النوع من الأبحاث لم نراه بعد . تماما كالتشبيهات رغم ان هذه الأخيرة موجودة رغم قلتها