إن "السمع" الأذن" يعملان مع الفم أو "الكلام" فنقول ما نسمع أما العين أو البصر يعمـــــــــلان مع الخيال فنقول تصرف فلان كمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا تخيل و بالتالي بناء على مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا راي
المعطى سمعنا و تكلمنا ملئ أشداقنا و رأوا ثم تصرفوا بناء على ما تملئ عليهم ضمائــــــــــــــــــــــــــــــرهم
النتيجة كلامنا ليس كلام منزل و لا ك "لام" من لامية العرب للشنفرى الذي لم تسمح له الظروف ان يختص في فن آخر غير الشعر بل فقط ك "ل" مقوص أسفلها ان حاولت تسويتها انكسرت و لهم تصرفهم الذي أنتج لـــــهم عيون أخرى غير عيونهم تسبح في الفضاء ترقب "تصرفاتنا " لكن نستفيد منها أيضا أفلا نبصـــــــــــــــــــــــر
نظرا للمدارس العديدة التي مر بها أدبنا الحديث و التي في مجملها كانت ترمي إلى محاكاة الآداب العالميـــــــــــة الأخرى لا سيما الغربية منها و الطموح إلى الاستقلال في المدى الأخير و رغم أنها وفقت في أشياء كثـــــــيرة و لولاها لكنا لا نزال حبيسي أفكار ربما استمديناها من البداهة العامة و ما درج عليه معاصرينا من أهلنا خاصـة ’ لكن يجب أن نقول أنها كذلك لم تفلح في أشياء أخرى و مهمة بقدر الآداب نفسها و التعليم عامة , و ما دمنا عرفنا فيجب علينا أن لا نترك ذلك النقصان يلازم آدابنا هذه الآداب التي نعتز بها أيما اعتزاز . ربما يقول قائـــــل إننا كعرب أو مشارقه يطغى علينا الطابع البدوي , و أن أحسن ما يأخذه البدوي معه الأسهل و ما دمنا بصـــــــــدد الآداب و الفنون فالأسهل الذي يأخذه معه البدوي في حله و ترحاله الشعر , صحيح ان تأملنا يطغى عليه الطابع الديناميكي الحيوي بمعنى ان أرواحنا تحب ان تخلد في ذات و كينونة الأشياء مما يسبب لنا شيء من الكـــــــسل نوعما خاصة اذا كنا لا نتصرف و صحيح أيضا ان إشكالية الصورة "دينيا" أثرت على آدابنا ,لكن في نظرنا انه كان بإمكاننا تجاوز كل تلك "العراقيل" لو ان مدارسنا الأدبية التي نكن لها كل احترام ,أعطت للفن المرئــــــــي مكانته و حقه من المحاكاة أو الترجمة ة فلا يمكن أن نغض الطرف ان تلك المدارس الغربية التي كانت موضوع للمحاكاة لم تكن تضم تحت سقفها رسامين ,معماريين و حتى نحاتين جنبا إلى جنب مع الكتاب و الشعراء بنـــــاء على كل ما ذكرنا فالحل في نظرنا يكمن في تأسيس جمعية أو رابطة أدبية من شانها ان تعيد للجسد عضـــــــــوه الذي بتر منه أقول بتر منه لان أدبنا لم يلد أبتر و سيلازم الفن المرئي أدبنا كما التصق فن الصورة بفن الكتــــاب بعدما أصبـــــح أغلب الخطاطين منمنماتيين في بغداد آنذاك و بعد الكمال يأتي الجمال –جمال نطمح من خلالـــه إلى تأسيــــــــــس مدرسة خاصة بنا ليس فقط كما تمناها أدبائنا ذات يوم فحسب ,بل نقدمها للعالم كمرآة عاكســـة لقيمنا ,تراثنـــــــا و شعوبنا ,لكن يرى فيها هذا العالم فيها نفسه كما نرى فيها نحن أنفسنا كانسان أولا و قبل كـــل شيء و سيعود الشرق مصدر الهام لا ينضب كما كان دوما و هو ما يطلق عليه فلاسفة الجمال" بالوحدة" فــــــي الفـــن هذه الوحدة الكاملة التي يفهم الفنــــان من خلالها ان الطبيعة مـــــا هي سوى مجرد قامـــــــــــــــــوس و إننـــــــــــــا نحن "مترجميه" حسب تعبير "دولا كروا" الرسام الذي كان نفســـه ينتمي إلــــــــــــــى المدرســــة الرومانسية بل اقترح ان يكون رئيسهـــــــا بدل "الكاتب "فيكتور هيجو".
ان الجمعية أو الرابطة التي نطمح إلى إنشائها لم تأتي فكرتها صدفة ,لكن عاشت إرهاصات ,فالشعر عمومـــــــا و الغناء و الموسيقى خصوصا التي شكلت اكبر رياح الفن في عالمنا العربي إلى غاية أواخر التسعينيات ,لا سيما مع انتشار القنوات الفضائية و طريقة "الفيديو كليب" لم تكن فكرة إنشاء الجمعية أو الرابطة حينها إلى ذلك الوقت سوى هبوب أو نسيم متأخر من هذه الرياح متمثل في الإعجاب تارة و النقد تارة أخرى لكن بمجرد ما تم ربـــــط التفوق و الرجحان إلى الفن المرئي خصوصا و ا و الانطباعات و الأحاسيس عموما من خـــــــــلال الانترنت و المنتديات تأكدنا ان تلك الأغاني و على قلتها كانت تجسد الجمعية أو الرابطة البصرية مسبقا و تلح على إنشائها في أسرع وقت ليكتمل الإبداع في كل شيء و يحلو التسابق نحو الممتاز – هذا الممتاز الذي هو وحده الكفيل في نظرنـــــا أن يجعلنا قادرين على تمييز الأشياء هل هي ذات قيمة أو ببساطة تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــافهة.