عندما
يقوم جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية باعلان اسم المدينة التي
ستستضيف دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2018 من مظروف ابيض غدا
الاربعاء فان الاختيار الأرجح سيكون بين جبال الالب بألمانيا او القارة
الاسيوية.
وتمثل مدينتي ميونيخ الالمانية وبيونجتشانج الكورية الجنوبية ابرز
المرشحين في السباق على استضافة دورة الالعاب الشتوية 2018 منذ بدء حملة
الاستضافة قبل عامين.
وتبدو فرصة انيسي الفرنسية المرشحة الثالثة لاستضافة الالعاب ضعيفة
في انتزاع الفوز في اللحظات الاخيرة عندما يدلي اكثر من 100 عضو في اللجنة
الاولمبية الدولية بأصواتهم خلال جلسة في دربان بجنوب افريقيا.
وتملك ميونيخ - التي تنافس من اجل ان تصبح اول مدينة تستضيف دورتي
الالعاب الصيفية والشتوية عقب استضافتها لاولمبياد 1972 - منتجع جارميش
بارتنكيرشن وهو الموقع المخطط لاستضافة المنافسات في جبال الالب ولها
مكانة مميزة على صعيد الرياضات الشتوية.
وربما لم تضمن بيونجتشانج - التي تتطلع لأن تكون أول مدينة اسيوية
غير يابانية تنال شرف استضافة دورة العاب شتوية - ان يقع الخيار عليها الا
انها حسنت من عرضها بشكل متواصل عقب هزيمتها بفارق ضئيل في نسختي 2010
و2014.
وهذا هو ثالث عرض على التوالي يتقدم به الكوريون في ظل سعيهم لان
تصبح المدينة مركزا للرياضات الشتوية في اسيا في ظل ما يقولونه عن وجود
سوق ضخم ومتنام في المنطقة.
وقال تشو يانج هو رئيس عرض بيونجتشانج لرويترز الشهر الماضي "في ظل
وجود مليار اسيوي يعيشون على بعد ساعتين (بالطائرة) من بيونجتشانج فان
شهرة المدينة باعتبارها مقصدا للرياضات الشتوية تزداد كل يوم."
واضاف "الخطة هي تطوير بيونجتشانج لتصبح مركزا للرياضات الشتوية في اسيا مع توفير منشأت من الطراز الاول في سوق تتسم بالحيوية."
ويخطط الكوريون للانفاق بشكل اكبر من ميونيخ وانيسي على مشروعات
البنية التحتية التي لا تمت بصلة لدورة الالعاب الاولمبية وتعتزم القيام
ببعض من هذه المشروعات بغض النظر عن قرار اللجنة الاولمبية الدولية.
ويمكن ان تمثل هذه صفقة جيدة للجنة الاولمبية الدولية التي تسعى لنشر
الالعاب في أماكن جديدة من العالم كما فعلت على صعيد دورة الالعاب الصيفية
عام 2016 عندما اختارت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية باعتبارها اول
مدينة من امريكا الجنوبية تستضيف الدورة.
وعلى الجانب الاخر تمثل مدينة ميونيخ النقيض بالنظر الى رسوخ
تقاليدها على صعيد الرياضات الشتوية من فترة الى جانب قدراتها المجربة على
تنظيم الاحداث الرياضية الكبرى.
ويمثل منتجع جارميش موقعا اولمبيا في حد ذاته إذ سبق له استضافة دورة
الالعاب الاولمبية الشتوية عام 1936. وما يفتقد اليه الكوريون هو الخبرة
وهو ما يبدو متوفرا لدى ميونيخ بوفرة.
كما يحظى الالمان بدعم صناعي حيث تأتي 50 في المئة من عقود الرعاية
الخاصة باتحادات الرياضات الشتوية السبعة من شركات المانية وفقا لمسؤولي
العرض.
وقالت كاترينا فيت رئيسة عرض ميونيخ لرويترز "على مدار 30 عاما ماضية
كانت شركات المانية مسؤولة عن نحو 50 في المئة من عقود رعاية سبعة اتحادات
دولية لألعاب شتوية. هناك مردود تجاري لرعاية العاب شتوية في المانيا
بالنظر الى وجود الملايين من المشجعين المتحمسين وزيادة أعداد المشاهدين
عبر التلفزيون."
"تحصل اللجنة الاولمبية الدولية على 40 في المئة من دخلها من الالعاب
الاولمبية الشتوية لذا فان سوق الرعاية الالماني الذي يقدر عند 2.6 مليار
يورو (3.7 مليار دولار) سوف يفيد الحركة الاولمبية على المدى البعيد."
وسيكون لكلا العرضين ما يحشدانه من دعم سياسي كبير في دربان قبل
التصويت إذ سيحضر الرئيس الالماني كريستيان فولف ونظيره الكوري الجنوبي لي
ميونج باك عملية التصويت.
ولا تزال الشكوك تحيط بحضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وهو ما قد يتم تفسيره بانه انعكاس لفرص انيسي في الفوز بشرف الاستضافة.
ومني عرض انيسي التي تسعى ان تصبح أول مدينة فرنسية تستضيف
الاولمبياد الشتوي منذ البرتفيل في عام 1992 لعدة هزات كان ابرزها عدة
استقالات وقلة التمويل والدعم الشعبي المنخفض وهو ما اظهره استطلاع اجرته
اللجنة الاولمبية الدولية مقارنة بمنافسيها.
وبينما تمثل انيسي مقصدا للرياضات الشتوية في جبال الالب فقد طلب من
المدينة الفرنسية العام الماضي تعديل خططها عقب اول تقييم اجرته اللجنة
الاولمبية للعروض الثلاثة.
وقال شارل بيجبيديه مدير عرض انيسي الذي تولى المهمة في وقت سابق هذا العام ان العرض تعافى وانه بات الان مؤهلا لخوض منافسة شرسة.
واضاف بيجبيديه لرويترز "نتحلى بالثقة وملتزمون بالمضي قدما" رافضا التقارير التي أشارت الى ان العرض استنفد الاموال المخصصة له.
وتابع "ميزانية عرضنا كافية تماما ونحظى بدعم رائع من مؤسسات عالمية بما في ذلك ال.في.ام.اتش واير فرانس."
وقالت اللجنة الاولمبية الدولية مرارا ان العروض الثلاثة تمتلك
اقتراحات ذات قيمة كبيرة لكن هناك اعتقادا واسعا ان الصراع بات محصورا بين
بيونجتشانج التي تمثل التوسع الى اراض جديدة وميونيخ القوة التقليدية على
صعيد الالعاب الشتوية.