ان الفن الاسلامي يحتوي على زخم من الاساليب المتميزة عن بعضها و التي تظهر كل واحدة منها على وسط اثني معين دون ان نميز باضرورة ما هو" اسلامي" اكثر من الاخر ,هذه الظاهرة المتمثلة في تنوع " الكثرة في الوحدة " أو" الوحدة في الكثرة" يدل و يؤكد ان الاسلام ليس نظام مخترع من قبل شخص.في تحقيقنا هذا نثبت أيضا أن تنوع الاساليب هذه تظهر من ناحية السعة و الاتساع و كذلك من ناحية تعايش جميع الاوساط الاثنية و بكيفية أقل من ناحية التطور التاريخي مما يعني انه لا توجد اختلافات كثيرة مثلا بين الفن الفارسي في القرن XIII و الفن الفارسي دائما في القرن XVI أو بين الفن المغاربي في القرن XII و الفن المغاربي في القرن XVIII و هو ما ينطبق على الفن المغاربي من جهة و الفن الفارسي من جهة أخرى في جميع الحقب.ان الفن الاسلامي يتوفر على قدرة كبيرة في الاندماج ,لكن في نفس الوقت يعتبرذو طبيعة ثابتة و مستقرة ,فيتعلق الامر بفن حيث محتواه ,ليس هو خبرة ظواهر و انما نستطيع ان نقول انه ضمير أو حس لا زمني و لا مادي .ان قدرة اندماج أي فن مقدس ,تنجم عن طبيعة ذلك الفن التي لا تنضب أو عن طبيعة مثاله الاعلى في الحقيقة لا شكل تعبيري باستطاعته ان يستوعب بصفة كلية المثل العليا الروحية للاسلام ,مع ذلك ضمن بعض الاوساط الاثنية و على المستوى الشكلي يجب ان نقول ان هناك تعبير أفضل في الموضوعات التي تتعلق بهم او يكونو بصددها ,عندما يوجد هذا التعبير الذي تكلمنا عنه – فالفنان الذي يجده سيكون بمثاببة الرامي الذي يصيب الهدف في الدارئة و عيناه مغمضتان بعصابة , لا يتطلب منا الامر الذهاب بعيدا بعد الان فالتحكم في الفن يقتضي منا ان نجعل من كل حالة التطبيق الانسب و الخصب "للصيغة" .ان حب" الصيغ " هو في الحقيقة ’حب التحليلات الشكلية التي هي مختصرة لكن ذات ثرلء من ناحية الامكتنات و تعتبر هذه خاصية لكل فن مقدس .ان الايقونة البوذية متكونة من صولر –نموذجية من هذه الطبيعة و يقاس على ذلك الفن الهندوسي الطاوي او الطاوية ( الفلسفة الدينية ,المبنية على تعاليم لاوتسو الصيني في القرن 6 قبل الميلاد) دون ان ننسى طبعا الايقونات الخاصة بالكنيسة الشرقية,هذه الايقونات التي تعتبر مكوناتها و ألوانها محكمة و مضبطة-تقليديا في كل الحالات فالخيال الفردي للفنان ,يبقى دائما مرهون بالنموذج التقليدي بمعنى أن الفنان ليس حر الا في الذاخل و هو في مجهوده هذا حتى يصل الى النواة الروحية للنموذج و يعيد خلق الصورة من تلقاء نفسه .في هذه الحالة أي في حالة الاسلام فيجب البحث عن الاشكال و الرسم الخيالي أي التصور الوسط بين المعنى المجرد و الادراك ,فالفنان لا يكل من اعادة انتاجهم و تنويعهم حسب الظروف ,فهي لا تنضب لانهم حقيقييين ,هذا الاخلاص لبعض النمادج – و الذي لا يفرضه الدين بل فقط موافقة و توافق المؤمن أي المكرس و الزائد في قيمة الفن الاسلامي هو الذي جعل همن هذا الفن ربما ضحية ركود و كأن خموده و سكونه عبر القرون كان بامكانه ان يرتكز على نوع من القصور الذاتي (الجمادية) أو حتى على اللاشعور.
في الحقيقة ان التناوب "ابداع " –"ركود" طبقوا على الفن التقليدي بصفة سيئة و الا كيف نفسر او نستطيع ان نقول ان هذا الفن اما الفن هو مخلص لمبادئه ,مما جعله نشط و لا شعوري و في نفس الوقت و اما انه تم نسيانه مما سبب له اضمحلالا .
إن الطيف أو مجموعة الأشعة التي جعلت من النور الأولي للفن الإسلامي أن ينكسر أو يحرف اتجاهه أو حتى يتلون إلى عدة أنواع وفي مختلف الا تجاهات هو ما نطلق عليه "الروح الجماعية "-هذه الروح،تبدو على شكل مجموعة عرقية ،لغوية،جغرافية وتاريخية ،فليس لهذه العوامل أي مفعول وصفي على الفن وخاصة إذا أخدنا هذه العوامل واحدة بواحدة أي منفصلة عن بعضها أو بانفصال ،إنها فقط كعناصر شميلة أي عرض شامل لمختلف مجموع ما وتحديدا على مستوى ينتمي مسبقا إلى الروح ،حيث تتآزر وتتعاضد هذه العوامل،مثلا العرق واللغة – أو نفس الشئ الطبيعة و التقنيات الحرفية المستعملة ،فهي تتعاون في تكوين أسلوب معين.
انه من المستحيل إن نصور(كلاميا) في إطار هذه الدراسة كل تلك الشجرة المكونة للفن الإسلامي مع مختلف فروعها وأغصانها و بدرجة اقل متابعة كل تطوراتها التدريجية ،فنحن فقط نصفها مقارنة أي فقط نقارن بين الأمثلة في الفن المعماري ،حيث يمكن لكل مثل إن يشكل موضوع على حدة لأسلوب مختلف.